![]() |
فاقد الشيء: بين القسوة والعطاء, هل يعطيه أم لا يعطيه؟! |
الخاطرة:
استوقفتني عبارة فاقد الشيء لا يعطيه . فوجدت ان لها بعدين فقد يكون بالفعل فاقد الشيء لا يعطيه لان قلبه صلبا وقاسيا وفظا، غليظ القلب ينفر الناس من حوله وبالجهة المقابلة قد يكون فاقد الشيء هينا لينا رحيما على من مثله معطاءا قدر المستطاع محبا للخير وحنونا.فنجد شخص لم يأخذ القسط الكافي من الحنان فيصيح في كبره قاسيا حتى على أقرب الناس له وقد يكون شخصا آخر حُرم نفس القدر ولكنه حول حرمانه إلى عطاءا، إلى أحاسيس فياضة ومشاعر رقيقة تجده سهلا بالتعامل غير متطلب وكأنه أُشبع بالحنان طوال عمره.
كم هو جميل الشعور بالآخرين وكم هو مؤثر عندما ترى دمعة يتيم على خده أشعر حينها بغصة في القلب فهذا اليتيم الذي حُرم أحد والديه ستتقاذفه الأيام والناس بين مؤيد ورافض، بين الحنية والصلابة بين الفقد والتعويض وبين أحد الوجهين من فاقد الشيء لا يعطيه.
فالرأفة بأؤولائك الأطفال الذين تعرضوا لمشاعر الفقد منذ الصغر التي لا يستطيع تحملها من هم أكبر سنا. فلا تعجب اذا كبر اليتيم وأصبح قاسيا ففقدانه لأحد والديه في صغره جعله يقسو ولاتستغرب اذا كبر اليتيم وأصبح هينا ليًنا يعطف على من هو بحاجة وخصوصا من كان بمثل وضعه. هنا نرى أنفسنا في دائرة هل فاقد الشئ يعطيه أم لا يعطيه؟! فلا تعمم ولكل قاعدة شواذ.
الخاتمة:
في نهاية المطاف، لا يمكننا تعميم القول بأن "فاقد الشيء لا يعطيه" في جميع الأحوال. فالفقد تجربة شخصية قد تفتح أبواباً للرحمة أو تغلقها بالقسوة. كل نفس تتعامل مع فقدها بطريقة تختلف عن الأخرى، وكأنها تعبير خاص عن الألم والشفاء. لذا، علينا أن نتذكر دائماً أن لكل قاعدة شواذ، وأن بعض القلوب المحرومة قد تمنح من الحب والحنان أكثر مما تتصور.
"عزيزي القارئ، أرجو أن تكون هذه الخاطرة قد ألهمتك للتأمل في أعماق نفسك والتفكير في كيفية تأثير الفقد على قلوبنا. الحياة مليئة بالتجارب التي تشكلنا، وتجعلنا إما نعطي بحب أو نغلق قلوبنا. إن كنت تشعر بأن خواطري تُلامس شيئاً بداخلك وتفتح لك أبواباً جديدة للتفكير، أدعوك لمواصلة رحلتنا معاً.
لا تتردد في الاشتراك في النشرة الإخبارية الخاصة بموقعي لتبقى على اطلاع بكل جديد، ولتكن جزءاً من مجتمع 'الأمان بين السطور' الذي يبحث عن الحقيقة والعمق في كل حرف. أتطلع دائماً إلى مشاركتك وتأملاتك الخاصة، فكلنا نتعلم وننمو معاً.
مها غنيم