Safety Between the Lines - Quotes by Maha Ghunaim. Official Shop

الترجمة

فاقد الشيء: بين القسوة والعطاء, هل يعطيه أم لا يعطيه؟!

هذه الخاطرة تتناول عبارة "فاقد الشيء لا يعطيه" من منظور مختلف، حيث تنعكس أبعاد الفقد على قلوب البشر بطرق متباينة. بقلم مها غنيم

فاقد الشيء: بين القسوة والعطاء, هل يعطيه أم لا يعطيه؟!

كثيراً ما نستمع إلى العبارة المشهورة "فاقد الشيء لا يعطيه"، ونأخذها كحقيقة ثابتة. ولكن، ماذا لو كان لهذه العبارة وجهان؟ ماذا لو كان الفقد نفسه هو ما يولد العطاء؟ تلك هي النقطة التي تستوقفني، فبين القسوة والعطاء، نجد أن الفقد له تأثير متباين على نفوس البشر. من خلال هذه الخاطرة، نغوص في أعماق النفوس لنتأمل كيف يمكن للفقد أن يُظهر أجمل ما في الإنسان، أو أشد قسوته.

الخاطرة:

استوقفتني عبارة فاقد الشيء لا يعطيه . فوجدت ان لها بعدين فقد يكون بالفعل فاقد الشيء لا يعطيه لان قلبه صلبا وقاسيا وفظا، غليظ القلب ينفر الناس من حوله وبالجهة المقابلة قد يكون فاقد الشيء هينا لينا رحيما على من مثله معطاءا قدر المستطاع محبا للخير وحنونا.

فنجد شخص لم يأخذ القسط الكافي من الحنان فيصيح في كبره قاسيا حتى على أقرب الناس له وقد يكون شخصا آخر حُرم نفس القدر ولكنه حول حرمانه إلى عطاءا، إلى أحاسيس فياضة ومشاعر رقيقة تجده سهلا بالتعامل غير متطلب وكأنه أُشبع بالحنان طوال عمره.

كم هو جميل الشعور بالآخرين وكم هو مؤثر عندما ترى دمعة يتيم على خده أشعر حينها بغصة في القلب فهذا اليتيم الذي حُرم أحد والديه ستتقاذفه الأيام والناس بين مؤيد ورافض، بين الحنية والصلابة بين الفقد والتعويض وبين أحد الوجهين من فاقد الشيء لا يعطيه.

فالرأفة بأؤولائك الأطفال الذين تعرضوا لمشاعر الفقد منذ الصغر التي لا يستطيع تحملها من هم أكبر سنا. فلا تعجب اذا كبر اليتيم وأصبح قاسيا ففقدانه لأحد والديه في صغره جعله يقسو ولاتستغرب اذا كبر اليتيم وأصبح هينا ليًنا يعطف على من هو بحاجة وخصوصا من كان بمثل وضعه. هنا نرى أنفسنا في دائرة هل فاقد الشئ يعطيه أم لا يعطيه؟! فلا تعمم ولكل قاعدة شواذ.

الخاتمة:

في نهاية المطاف، لا يمكننا تعميم القول بأن "فاقد الشيء لا يعطيه" في جميع الأحوال. فالفقد تجربة شخصية قد تفتح أبواباً للرحمة أو تغلقها بالقسوة. كل نفس تتعامل مع فقدها بطريقة تختلف عن الأخرى، وكأنها تعبير خاص عن الألم والشفاء. لذا، علينا أن نتذكر دائماً أن لكل قاعدة شواذ، وأن بعض القلوب المحرومة قد تمنح من الحب والحنان أكثر مما تتصور.

"عزيزي القارئ، أرجو أن تكون هذه الخاطرة قد ألهمتك للتأمل في أعماق نفسك والتفكير في كيفية تأثير الفقد على قلوبنا. الحياة مليئة بالتجارب التي تشكلنا، وتجعلنا إما نعطي بحب أو نغلق قلوبنا. إن كنت تشعر بأن خواطري تُلامس شيئاً بداخلك وتفتح لك أبواباً جديدة للتفكير، أدعوك لمواصلة رحلتنا معاً.

لا تتردد في الاشتراك في النشرة الإخبارية الخاصة بموقعي لتبقى على اطلاع بكل جديد، ولتكن جزءاً من مجتمع 'الأمان بين السطور' الذي يبحث عن الحقيقة والعمق في كل حرف. أتطلع دائماً إلى مشاركتك وتأملاتك الخاصة، فكلنا نتعلم وننمو معاً.

ابقَ قريباً، فالقادم أجمل."
مها غنيم

تعليق واحد

  1. خاطرة رائعة